أجير الحج- هوية لفظية لم ترتقِ لتطلعات موسم الحج
المؤلف: هاني الظاهري09.20.2025

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن إطلاق مبادرة "أجير الحج" الميمونة لموسم حج 1446هـ، وذلك في سياق سعيها الدؤوب لتنظيم فرص العمل الموسمية. وتهدف هذه الخدمة إلى الجمع بين طالبي العمل وأصحاب الأعمال المؤقتة، من خلال منصة رقمية مبتكرة. تجسد هذه الخطوة جزءًا من الجهود المتواصلة التي تبذلها الوزارة من أجل تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتيسير تجربة العمل الموسمي بما يتواكب مع التطلعات الحديثة.
على الرغم من الأهمية البالغة لهذه المبادرة وما تنطوي عليه من جوانب تنظيمية وتقنية رفيعة المستوى، إلا أن ثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام تتعلق بالجانب الاتصالي، وتحديدًا اختيار اسم "أجير" ليكون هوية لهذه المنصة والخدمة المقدمة.
إن مصطلح "أجير" في الذاكرة الجمعية للمجتمع السعودي والعربي، يحمل دلالات اجتماعية قد لا تكون بالقدر المطلوب من الإيجابية، بل وقد تنتقص من الإحساس بالفخر والانتماء. فالكلمة قد تعكس معنى التبعية أو الحاجة، وهي معانٍ لا تتلاءم مع الهدف المنشود في تحفيز الشباب السعودي والمقيمين على الانخراط بحماس وهمة عالية في خدمة موسم عظيم كموسم الحج.
أرى أن الوزارة بحاجة ملحة إلى الاستعانة بخبراء متخصصين في مجالات الإعلام والاتصال المؤسسي عند إطلاق مثل هذه المبادرات والخدمات الهامة، خاصة فيما يتعلق بالهوية اللفظية والعلامة التجارية. فلو تم اختيار اسم مستوحى من عبق التراث الثقافي الأصيل، مثل "عون" التي ترمز إلى المساعدة والإعانة، أو "فزعة" التي تعبر عن النجدة والمساندة، أو "نشمي" التي تدل على الشهامة والمروءة، أو حتى "سند" التي تعني الدعم والعون، لكان لهذا الاختيار أثر بالغ الإيجابية وأكثر وقعًا في النفوس. فهذه الكلمات الأصيلة تحمل في طياتها معاني العون، والشجاعة، والسخاء، والنخوة، وهي قيم راسخة في صميم الثقافة السعودية، وتبث شعورًا بالفخر والاعتزاز بالذات، مما يعزز من تفاعل المجتمع مع هذه الخدمة بكل جوارحه.
في ميدان الاتصال المؤسسي، تضطلع الأسماء بدور محوري في تكوين التصور الأولي، وتعزيز صورة المبادرة أو المنتج في أذهان الجمهور المستهدف. فاختيار الاسم المناسب لا يقتصر على الجانب اللغوي فحسب، بل يتجاوزه إلى البعد النفسي، والاجتماعي، والثقافي. فالاسم الموفق يخلق رابطًا عاطفيًا فوريًا مع الفئة المستهدفة، ويسهم في ترسيخ المبادرة ضمن النسيج الوطني والثقافي للمجتمع. ومن الركائز الأساسية للاتصال المؤثر أن يكون كل جزء من أجزاء الرسالة الاتصالية متناغمًا مع توقعات ومشاعر الجمهور الكريم.
إن الهوية اللفظية ليست مجرد تفصيل شكلي، بل هي أداة استراتيجية فاعلة في سبيل تعزيز القبول بالخدمة وتحقيق أهدافها المجتمعية النبيلة. فالأسماء الرنانة تعزز الثقة، وتحفز التفاعل الإيجابي، وتسهل عمليات التسويق والترويج، في حين أن الأسماء التي قد تثير مشاعر متباينة أو سلبية قد تضعف من التأثير المنشود، وذلك على الرغم من جودة الخدمة أو المبادرة ذاتها.
في الختام، أود التأكيد أن هذا المقال ليس بمثابة انتقاد لاذع للوزارة، بل هو بمثابة عتب ودي من محب ومتابع حريص على تطور أدائها الاتصالي. فالوزارة تبذل جهودًا جبارة ومثمرة في سبيل تحسين الخدمات المقدمة، إلا أن التفاصيل الدقيقة -مثل الاسم- قد تحدث فرقًا جوهريًا في ترسيخ المبادرات الوطنية بصورة أكثر جاذبية وقربًا من قلوب الناس. ويحدونا الأمل بأن تجد هذه الملاحظات آذانًا صاغية في المستقبل القريب، فالنجاح المنشود لأي مبادرة لا يعتمد فقط على كفاءتها التنفيذية، بل أيضًا على قدرتها على ملامسة مشاعر الجمهور من خلال أدوات الاتصال الذكية والمدروسة بعناية.
على الرغم من الأهمية البالغة لهذه المبادرة وما تنطوي عليه من جوانب تنظيمية وتقنية رفيعة المستوى، إلا أن ثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام تتعلق بالجانب الاتصالي، وتحديدًا اختيار اسم "أجير" ليكون هوية لهذه المنصة والخدمة المقدمة.
إن مصطلح "أجير" في الذاكرة الجمعية للمجتمع السعودي والعربي، يحمل دلالات اجتماعية قد لا تكون بالقدر المطلوب من الإيجابية، بل وقد تنتقص من الإحساس بالفخر والانتماء. فالكلمة قد تعكس معنى التبعية أو الحاجة، وهي معانٍ لا تتلاءم مع الهدف المنشود في تحفيز الشباب السعودي والمقيمين على الانخراط بحماس وهمة عالية في خدمة موسم عظيم كموسم الحج.
أرى أن الوزارة بحاجة ملحة إلى الاستعانة بخبراء متخصصين في مجالات الإعلام والاتصال المؤسسي عند إطلاق مثل هذه المبادرات والخدمات الهامة، خاصة فيما يتعلق بالهوية اللفظية والعلامة التجارية. فلو تم اختيار اسم مستوحى من عبق التراث الثقافي الأصيل، مثل "عون" التي ترمز إلى المساعدة والإعانة، أو "فزعة" التي تعبر عن النجدة والمساندة، أو "نشمي" التي تدل على الشهامة والمروءة، أو حتى "سند" التي تعني الدعم والعون، لكان لهذا الاختيار أثر بالغ الإيجابية وأكثر وقعًا في النفوس. فهذه الكلمات الأصيلة تحمل في طياتها معاني العون، والشجاعة، والسخاء، والنخوة، وهي قيم راسخة في صميم الثقافة السعودية، وتبث شعورًا بالفخر والاعتزاز بالذات، مما يعزز من تفاعل المجتمع مع هذه الخدمة بكل جوارحه.
في ميدان الاتصال المؤسسي، تضطلع الأسماء بدور محوري في تكوين التصور الأولي، وتعزيز صورة المبادرة أو المنتج في أذهان الجمهور المستهدف. فاختيار الاسم المناسب لا يقتصر على الجانب اللغوي فحسب، بل يتجاوزه إلى البعد النفسي، والاجتماعي، والثقافي. فالاسم الموفق يخلق رابطًا عاطفيًا فوريًا مع الفئة المستهدفة، ويسهم في ترسيخ المبادرة ضمن النسيج الوطني والثقافي للمجتمع. ومن الركائز الأساسية للاتصال المؤثر أن يكون كل جزء من أجزاء الرسالة الاتصالية متناغمًا مع توقعات ومشاعر الجمهور الكريم.
إن الهوية اللفظية ليست مجرد تفصيل شكلي، بل هي أداة استراتيجية فاعلة في سبيل تعزيز القبول بالخدمة وتحقيق أهدافها المجتمعية النبيلة. فالأسماء الرنانة تعزز الثقة، وتحفز التفاعل الإيجابي، وتسهل عمليات التسويق والترويج، في حين أن الأسماء التي قد تثير مشاعر متباينة أو سلبية قد تضعف من التأثير المنشود، وذلك على الرغم من جودة الخدمة أو المبادرة ذاتها.
في الختام، أود التأكيد أن هذا المقال ليس بمثابة انتقاد لاذع للوزارة، بل هو بمثابة عتب ودي من محب ومتابع حريص على تطور أدائها الاتصالي. فالوزارة تبذل جهودًا جبارة ومثمرة في سبيل تحسين الخدمات المقدمة، إلا أن التفاصيل الدقيقة -مثل الاسم- قد تحدث فرقًا جوهريًا في ترسيخ المبادرات الوطنية بصورة أكثر جاذبية وقربًا من قلوب الناس. ويحدونا الأمل بأن تجد هذه الملاحظات آذانًا صاغية في المستقبل القريب، فالنجاح المنشود لأي مبادرة لا يعتمد فقط على كفاءتها التنفيذية، بل أيضًا على قدرتها على ملامسة مشاعر الجمهور من خلال أدوات الاتصال الذكية والمدروسة بعناية.